ارتفعت أسهم المدرب الاسباني راؤول كانيدا بشكل كبير لدى جماهير نادي الاتحاد بعد أن نجح في انتشال فريقها من سقوطه المريع هذا الموسم وأعاده إلى الواجهة، حيث تعاقد نادي الاتحاد رسميًا مع هذا المدرب في منتصف شهر فبراير الماضي، وجاء أول لقاء له بلاعبي فريقه خلال معسكر الاتحاد في منطقة جبل علي الإماراتية وكان وقتها الفريق يعاني ظروفًا صعبة بعد أن أقال ثلاثة مدرّبين بداية من البلجيكي ديمتري، ثم السلوفيني ماتياج كيك، وأخيرًا الوطني عبدالله غراب، فتم التعاقد مع المدرب الاسباني المغمور راؤول كانيدا بتوصيةٍ من المدرب الاسباني الشهير جوسيب جوردويلا مدرب فريق برشلونة.
كانيدا أشرف على الفريق حتى الآن في خمسة عشر لقاءً رسميًا ولقاءين وديّين، ولم يتعرّض الفريق طيلة هذه اللقاءات تحت إشرافه لأي خسارة، حتى أن خروج الفريق من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال أمام فريق الهلال جاء بعد تعادل الاتحاد أمام الهلال ذهابًا وإيابًا وحسمت بطاقة التأهل لمصلحة الهلال بأفضلية التسجيل على أرض الفريق المنافس. من الأشياء التي تحسب للمدرب ايضًا واقعيته في التعامل مع المباريات حسب إمكانيات فريقه، فقد تجده يدافع بتسعة لاعبين، كما فعل في فترات من لقاء الاهلي في دوري زين السعودي للمحترفين والتي كسبها الاتحاد بهدف دون رد اعترافًا منه بتفوّق الأهلي على فريقه من حيث العناصر والأدوات الفنية داخل الملعب، وعندما يكون الخصم أقل من فريقه يهاجم بعددٍ قد يصل إلى خمسة لاعبين أصحاب نزعة هجومية صرفة، كما فعل أمام فريق العربي القطري. يضاف إلى ذلك ذكاؤه في التعامل مع وسائل الإعلام والهروب من الأسئلة المحرجة التي
تكون فيها نقاط تماس مع الإدارة أو نجوم الفريق. نجاحات كانيدا مع الاتحاد واستطاعته ترويض لاعبيه المعروفين بشراستهم مع المدربين قد يكون السبب الأول فيه التوقيت الذي حضر فيه هذا المدرب، فقد كان هؤلاء اللاعبون يعيشون قمة الانكسار بسبب نتائجهم المخيّبة والهزائم المذلة التي تعرّضوا لها أمام فرق أقل إمكانيات من فريقهم بشيء كثير، فخلال مسابقة الدوري نجح فريق الفتح في الفوز على الاتحاد ذهابًا وإيابًا، والتعاون كسبه ايضًا ووصلت خسائره إلى الرقم 9 في الدور، وخرج الفريق في مسابقة كأس ولي العهد من الدور نصف النهائي بهدفين دون رد أمام الهلال، كما أن تغيير المدربين المستمر رمى الكرة في ملعب اللاعبين بأنهم يتحمّلون مسؤولية إخفاقات الفريق، فوجد كانيدا أمام لاعبين مطيعين استطاع بذكائه تسخيرهم لتنفيذ الطرق الفنية التي يريد، فالمتابع لأداء الاتحاد تحت إشراف هذا المدرب يجد أن الفريق يغيّر طريقته وأسلوبه من لقاء إلى آخر.. واللاعبون يتجاوبون مع ذلك وكأنهم تدرّبوا لفتراتٍ طويلة تحت إشرافه وحفظوا ما يطلبه منهم.
المهمة المقبلة لكانيدا سوف تكون أكثر صعوبة لإعداد الفريق خصوصًا أنه سوف يكون في انتظار الفريق في اسبانيا لإقامة المعسكر الذي سينطلق مطلع شهر يوليو المقبل.